تُحسب المدة الزمنية للدورة الشهرية منذ بداية تدفق الدم إلى ما قبل تدفقه بالدورة التالية وعادة تكون هذه الفترة بمعدل 28 يوماً.
إلا أن استشاري أمراض النسائية والتوليد والعقم وجراحة المناظير الدكتور إيهاب أبو مرار يشير لـ “فوشيا” إلى أن الدورة تبدأ فعلياً منذ لحظة تدفق الدم وليس التنقيط كما يعتقد البعض ويكون نزول الدم معقولاً ومقبولاً باليوم الأول وتزداد غزارته بشكل عام باليومين التاليين الثاني والثالث، وبعد ذلك تقل كميته تدريجياً حتى ينقطع وتنتهي فترة نزوله.
وهذه الفترة قد تختلف من سيدة لأخرى من حيث كمية الدم المتدفق وطبيعته ولونه؛ لأن المدة الشائعة أو الأكثر شيوعاً هي بمعدل 4-6 أيام، فيما زيادة أو نقصان هذه الأيام بمعدل يومين لا تعتبر مؤشراً مرضياً.
كما أن فترة تدفق الدم، إذا كانت قصيرة ليومين أو طويلة لمدة 8 أيام يمكن اعتبارها بالمعدل الطبيعي ما لم تكن مصاحبة لأعراض مرضية أخرى. وهذا ما يوجب التنويه لأهمية اعتبار بدء الدورة من تدفق الدم وليس من التنقيط، وفق أبو مرار.
هل طول مدتها مؤشر لمرض؟
تعتبر بعض النساء أن حالتها مرضية لأن مدة دورتها وصلت إلى 10 أيام، كما يبيّن أبو مرار، وعند السؤال والتمحيص يتبين أن 3 أيام منها تكون أيام تنقيط فقط، ما يعني أن عدد الأيام الفعلي للدورة هو 7 أيام، وما يدل على أنه ضمن المعدل الطبيعي.
كما وتختلف المرأة عند تقييم كمية الدم المتدفق أثناء الدورة؛ فما تراه طبيعياً بالنسبة لها يُعدّ نزيفاً عند البعض الآخر والعكس صحيح بطبيعة الحال.
إن التغيير بمدة أو غزارة نزول الدم مرة واحدة بالسنة مع رجوعها لطبيعتها يعتبر أمراً متوقعاً، كما يختلف بحسب عمر المرأة، وذلك ناتج عن أن نزول ذلك الدم هو نزول للنسيج المكون لبطانة الرحم، وهذا النسيج تختلف سماكته من سيدة لأخرى، ومن عمر لآخر، ومن ظرف لآخر عند نفس السيدة، لذلك قد تكون تغيرات الدورة عند بعض السيدات انعكاسا لحالتهنّ النفسية المضطربة.
اضطرابات نزول الدم قد تكون مشكلة تستدعي مراجعة الطبيب المختص إذا لوحظ أي تغيير كبير مستمر فيها، كأن تصبح مدة تدفق الدم 10 أيام بدلاً من 3، ويستمر الاختلاف لأكثر من دورتين، ويكون مصاحباً لأعراض مرضية أخرى مثل: القيء والغثيان والآلام المصاحبة والمستمرة.
سبب الاختلاف في مدتها
يخلص أبو مرار، إلى أن الاختلاف بمدة وكمية الدم أثناء الدورة الشهرية متوقع بين السيدات نظراً لاختلاف البنية التشريحية والفيزيولوجية والهرمونية من سيدة لأخرى، لذلك لا داعي للقلق من الاختلاف طالما لا توجد اختلافات جذرية أو أعراض مرضية مصاحبة للتغيير.
بالإضافة إلى أن نزول الدم في غير موعده أو عدم نزوله بموعده يعتبر مؤشراً مهماً لزيارة الطبيب لمعرفة السبب والذي قد يكون سلبياً إذا كان بسبب مرض أو إيجابي لاحتمالية الحمل إن كانت متزوجة.
لأن المرحلة التي تلي توقف الدم، هي مرحلة تجهيز بطانة الرحم وزيادة سماكتها لاستقبال البويضة المخصبة في حال الحمل، وبعد ذلك تبدأ مرحلة الإباضة بخروج البويضة من المبيض ودخولها واستقرارها في قناة فالوب بانتظار الحيمن لتخصيبها، فترتفع الهرمونات بهذه المرحلة، وبعد ذلك تبدأ المرحلة الأخيرة والتي بدورها تحتفظ بنسيج البطانة لغرس البويضة المخصبة بحالة الحمل، أو تجهيز البطانة للانسلاخ من تجويف الرحم إذا لم يحدث الحمل ويتمثل ذلك بنزول دم الدورة، وفق أبو مرار.